"ذو الفقار".. شعبة في سهم مثلث !

بدر الدين – سليماني، إسمان ارتبطا بالحرب والنصر في سوريا. الأول قال إنه "لن يعود إلا شهيدا أو منتصرا"، فها هو قد نال الحسنيين معاً, أما قاسم، الجنرال الأسطوري، فكان قال "إن سورية ستكون معراجنا إلى السماء" وهو عرج إليها مبتسماً.

استعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مشاهد من جهاد الرجلين في ذكرى "السيد ذو الفقار" كما يطلق عليه في أوساط حزبه في مناسبة إحياء ذكرى استشهاده الرابعة، مستعرضاً جوانب من شخصية ذاك الشاب الحراكي الذي لا يهدأ.. قلب شجاع لا يتأخر عن تنفيذ أية خطوة تخطر له طالما أنها تخدم القضية التي يقاتل من أجلها، وقليلة هي تلك الأفكار التي لم تكن كذلك، فالقاعدة هي "إتبعيني أيتها السياسة".. الأمر الذي كان له الأثر الأكبر في تحقيق انجازات ما كانت لتتحقق لولا هذه الطريقة في النظر إلى الأمور، كان بدر الدين يتشارك هذا الأسلوب مع رفيق عمره الذي سبقه في الشهادرة عماد مغنية.. من يعرف الرجلين يعرف أنهما لم ينثنيا عن تنفيذ أخطر المهمات والتي شكلت عناوين رئيسية في ما يسمى تغيير أو رسم المعادلات الجديدة في حروب المنطقة منذ ما قبل 1982 وإلى اليوم.

ثلاثي سليماني – مغنية – بدرالدين شكلوا معا سهما مثلث الشعب بعد أن التقوا كل من موقعه في إيران ولبنان، واستطاعوا أن يقلبوا المعادلات بكل ما للكلمة من معنى في وجه الهيمنة الأميركية – الإسرائيلية على المنطقة بعد أن كانت تلك الهيمنة قد وصلت إلى حدود "ملكية" ليس الثروات فقط، بل حتى استعباد ملوك ورؤساء وتطويع الأنظمة التي يحكمونها، قبل الشعوب على  امتداد العالم.

ثلاثي خارج عن المألوف في القيادة والتنفيذ مع الإلتزام الكامل بالحقوق وإحقاق الحق. لقد بات هؤلاء عنواناً للجرأة والإقدام وقد أسسوا مدرسة يتنافس فيها تلاميذهم على تقديم التضحيات. هذه المدرسة التي باتت من أعظم المدارس عدة وعددا لم يعد بإمكان أية جهة إلغاءها أو حتى تجاوزها.

لن تنضب جعبة السيد نصرالله من "قصص" هؤلاء، والآتي من الزمن سيحمل للمعاصرين والأجيال الكثير من حكايا بطولاتهم، في حين أن الأعداء الذين دمرت هيبتهم ربما يعلمون بعضاً من إنجازات ذاك الثلاثي، لأن النار التي لفحتهم دفعتهم إلى السعي على مدى عقود إلى إغتيالهم و"الإقتصاص" منهم.

لثلاثي الجهاد والدفاع المقدس، تحية طالما رفعتموها في حياتكم إلى مريم العذراء وكنائس المسيحيين على امتداد الحرب، وإلى زينب التي لم ولن تسبى مرتين، وإلى كل دسكرة رفع فيها اسم الله.   

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأزمة بين التسوية والحل

البيان رقم 2: لا اعتذار