إيران "قلب الأسد"
إيران "قلب الأسد"
البناء 9 أيلول 2013
محمد شمس الدين
ماذا بعد قمة
العشرين في سان بطرسبرغ بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية؟.. الكثيرون
انتظروا المواقف التي أعلنت هناك، والتي عبرت عن عدم تراجع كل من الطرفين عما كان
أعلنه سابقاً حيال الأزمة الأخطر في المنطقة والعالم. الملاحظ أن الجانب الروسي
انبرى الى تصعيد موقفه ببرودة أعصاب شديدة عندما أعلن أنه سيساعد سورية عسكرياً
وسياسياً مرفقاً ذلك بتحركات لتعزيز مواقعه القتالية في البحر المتوسط ليؤكد على
أنه جزء من الحرب التي قد تغيّر وجه الشرق الأوسط على أقل تقدير.
في خضم ذلك سأل
الكثيرون عن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقد اعتبر اقل من مستوى السجال
الدولي قياساً على الموقف الروسي الذي لم يكن متوقعاً في تصاعده
"بيانياً"، في حين أن حرب سورية لم تكن في لحظة حربها الخاصة أو حرب قيادتها،
بقدر ما كانت وما زالت وستبقى حرب إيران في المنطقة، إلا أن طهران وعلى الرغم من
أن مصادرها أكدت على أنها عكست موقفاً "حربياً" صارماً من خلال كلام
أطلقه المسؤولون فيها، قالت إنها قد أجرت استعداداتها كاملة لمواجهة تطور الموقف
العسكري في حال أقدمت الولايات المتحدة والتحالف الغربي – العربي – الإسرائيلي على
شن عدوان على سورية.
ذكرت المصادر
الإيرانية بارتياح كامل بما أعلنه قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني عندما
اعتبر أن الشام هي المعراج الى السماء، مشيرة الى أن إيران متهمة بدخولها على خط
الحرب في سورية منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها حزب الله في لبنان مشاركته في
القتال الدائر هناك، وهذا الأمر من شأنه أن يقدم دليلاً حسياً على نية القيادة
الإيرانية الوصول الى أبعد مما يتوقعه الخصوم إذا اضطرت الى ذلك، في حين أنها تترك
لنفسها حق تقدير الموقف وحجم التحرك والتدخل المطلوب واللحظة المناسبة وذلك على
ضوء الحاجة، إلا أنه يمكن التأكيد على أن طهران قد أبلغت غير طرف دولي معني بأن
قراراً إيرانياً قد اتخذ على أعلى المستويات وأعطيت الأوامر للجهات المختصة للبقاء
على أهبة الإستعداد ضمن مخطط وضع مسبقاً.
تقول المصادر إن
الأميركيين أخطروا أيضاً ان المواجهة ستكون مع إيران في حال أقدموا على شن
عدوانهم، وأن الصواريخ التي أنتجتها الجمهورية الإسلامية على مدى الأعوام العشرين
الماضية ستكون مادة الحرب الرئيسية، ناهيك عن خطط قد أعدت لتوسيع دائرة الحرب
باتجاه كافة القواعد الأميركية البرية والبحرية المنتشرة في الخليج وبحر عمان،
إضافة الى أن تكتيكات الإشتباك لن تقوى اية قوة على صدها أو ضربها أو حتى الهروب
من قبضتها، وصولاً الى إرسال مقاتلين الى الداخل السوري في حال تطور الموقف أكثر.
لم تشك المصادر
الإيرانية بناء على ما تملكه من معلومات بأن تراجع أو "تأجيل" الرئيس
الأميركي باراك أوباما عن إعلان "ساعة الصفر" لتوجيه "ضربته"
كان بفعل ما بلغه من استعداد إيراني لإشعال المنطقة مع تقديم الدليل عليه، مشيرة
الى أن دول خليجية لعبت دوراً اساسياً في ثنيه عن الإقدام انطلاقاً مما توفر لها
من معطيات تفيد بأن تلك الدول لن تكون بمنأى عن الحرب كونها تضم عدداً من القواعد
التي ستستخدمها القوات الأميركية في عدوانها على سورية وهو ما لا يتوافق مع حجم
الدور الذي كانت تلك الدول تطمح إليه والذي يتلخص في تمويل الحرب شرط أن تكون
بعيدة عنها. إلا أن قرار القيادة الإيرانية قد تجاوز ما ترسمه السياسات الى اعتبار
أن مصادر التمويل هي جزء لا يتجزأ من الحرب وعلى من يقوم بذلك أن يتحمل المسؤولية.
بين
"العدوان" و"اللاعدوان" تبقى الحرب في سورية قائمة، فيما
تستمر الإستعدادات لحرب أكبر على قدم وساق، في إيران وروسيا، كما في الأردن وتركيا
والعراق إضافة الى سورية نفسها التي ستخوض قسمها الخارجي بمقاييس مختلفة بحسب
المصادر الإيرانية ذاتها، والتي أكدت على أن سورية لن تترك وحدها وأن التحالف
الغربي – العربي – الإسرائيلي لن يستطيع تعديل "ميزان القوى" الذي يطمح
اليه من خلال التدخل بعد أن كان مال لصالح الرئيس السوري بشار الأسد "قلب
الحرب" الذي يبقى بقاؤه عنوان أي نصر في سورية وفي المنطقة.
تعليقات