هل "هدد" السيد.. بـ"الإنقلاب"؟!
هل "هدد" السيد.. بـ"الإنقلاب"؟!
البناء 29 تموز 2013
محمد شمس الدين
لم تخل اللقاءات
التي أجرتها سفير الإتحاد الأوروبي في لبنان أجيلينا إيخهورست مع المسؤولين
اللبنانيين ومن حزب الله من لهجة حادة سمعتها من أكثر من واحد منهم و أبرزها كان
من الرئيس نبيه بري الذي اعتبر أن قرار الإتحاد إدراج ما وصفه الجناح العسكري لحزب
الله على لائحة الإرهاب خطء أوروبي استراتيجي غير مسبوق في التعامل مع لبنان
ومكوناته وانحياز واضح لم تمارسه الدول الأوروبية طيلة فترة الأزمات التي عصفت
بهذا البلد، وأن صدور مثل هذا القرار يؤسس لإعادة التوتر الى الساحة اللبنانية
الهشة ويؤجج الفتن التي يدأب الأطراف على وأدها.
في الأهداف التي
يرمي إليها القرار بحسب مصدر دبلوماسي غربي، تحريك عجلة ملف تأليف الحكومة
اللبنانية بعيداً عن مشاركة حزب الله في محاولة جديدة لتضييق الخناق عليه، وهذا
بالطبع بالتنسيق مع الدوائر الخليجية المعنية بهذا الملف لا سيما المملكة العربية
السعودية، إلا أن الموقف الذي أعلنه حزب الله على لسان أمينه العام الأسبوع الماضي
حول القرار فاجأ المراقبين الدبلوماسيين ودوائر صنع القرار في الإتحاد الأوروبي، لناحية
التصعيد الذي تضمنه الخطاب ورفع السقف الى درجة اعتباره "إعلان حرب"، في
حين أن المتوقع كان ألا يتجاوز الموقف حالة "الإستخفاف" على قاعدة
"بلوه واشربوا مياهه"، وهو ما استدعى هذا التحرك الواسع والنشط لـ
إيخهورست، إضافة الى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي في
خطوة استيعابية لردود الفعل والإبقاء على خطوط الإتصال مفتوحة لا سيما مع حزب
الله.
ما أثاره
الدبلوماسي الغربي حول خطاب السيد، هو تمريره لما اعتبره "مزحة" أو
"دعابة" من أنه إذا كان تم إدراج الجناح العسكري لحزب الله على
"لائحة الإرهاب" فليكن وزراء الحزب من الجناح العسكري، ما فسر على أنه
أولاً تمسك شديد بالمشاركة في الحكومة الى درجة تعطيل تاليفها الى ابعد مدى ممكن
مهما كلف ذلك، إضافة الى أنه يتضمن تهديداً واضحاً بالإنقلاب على اية حكومة قد
يقدم الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية على إعلانها من دون الحزب. ولفت الى أن الرئيس
تمام سلام أعلن بعد موقف حزب الله أن رئيس مجلس النواب ابلغه قراره الحاسم أنه لن
يسير بحكومة لا يشارك فيها الحزب، وهو ما كان يتم العمل عليه بشكل حثيث للإلتفاف
على تمثيل الطائفة الإسلامية الشيعية في الحكومة من خلال وزراء الأخير الأمر الذي
لم يكن ليرفضه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، فيما تم الرهان ايضاً
على ما ظهر من مواقف "باردة" للتيار الوطني الحر تجاه حليفه الشيعي ما
حرك دبلوماسية العرب والغرب لاستطلاع مضمونها قبل عودة المياه الى مجاريها بين
الحليفين.
يقول المصدر الدبلوماسي
الغربي، إن موقف أمين عام حزب الله وما سمعته إيخهورست في اجتماعها مع مسؤولين
فيه، لم يخلوان من "الحزم" تجاه كل الملفات المطروحة من سورية الى لبنان
وما يتصل بهما في أزمة ممتدة الى مساحة كبيرة في المنطقة يتوقف تحديد اتجاهات
ريحها على ما يمكن إنجازه في هذين البلدين، مشيراً الى أن دوائر الاتحاد الأوربي
تعكف حالياً على دراسة الموقف برمته وهو ما ابلغ به حزب الله.
لكن السؤال
المطروح يدور حول "الخفة" التي انتهجها الإتحاد الأوروبي في صياغته
لقرار الإدراج، من دون دراسة العواقب التي تترتب عليه داخل لبنان وخارجه وانعكاساته
على المنطقة خاصة وأن حزب الله كان أعلن أن لن يتاثر باية ضغوطات تمارس على خلفية
مشاركته في الحرب في سورية بغض النظر عن حجمها.
ضرب قرار الإتحاد
الأوروبي كل الصيغ المطروحة لتشكيل حكومة جديدة في لبنان هو بنفسه يحث على الإسراع
في تشكيلها في حين أنه وضع نفسه في موقف حرج إذا عاد عن قراره أو أجرى أية تعديلات
عليه ربما ما زالت ممكنة ما لم يعلن عن أسماء أشخاص بعينهم قد يكون يملكها، فذكر
"المجلس الجهادي" و"وحدة الأمن الخارجي" في الحزب شيئ عام
موجود في أي تشكيل حزبي أو مؤسساتي قائم، في حين أن هذين التشكيلين لم يكونا يوماً
إلا مقاومة.
تعليقات