قرار "الجناح الإرهابي" للحلف العربي - الغربي
قرار "الجناح الإرهابي" للحلف العربي - الغربي
البناء 25 تموز 2013
محمد شمس الدين
لم يخرج قرار
الإتحاد الأوروبي حول وضع ما أسماه "الجناح العسكري" لحزب على لائحته
لـ"الإرهاب" عن السياق. لقد كان متوقعاً منذ فترة ليست بقصيرة. وكان
المعنيون في العالم والمنطقة يعرفون بمضمونه وقد أبلغوا به بشكل شبه نهائي خلال
الأسبوع الماضي وفي طليعتهم صاحبي الدولة في لبنان، رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف
الأعمال، اللذين اجتمعا قبل أيام وطلبا من وزير الخارجية أن يتحرك لدى دول الإتحاد
لثنيه عن قرار كان قد اتخذ.. منعاً للإحراج.
قرار الإتحاد
يندرج في إطار الحرب المفتوحة، وهو الوجه السياسي لـ"الجناح الإرهابي"
للدول الأوروبية وخلفها الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول العربية التي مارست
"الإرهاب الفعلي" بوضع السيارة المفخخة في بئر العبد مع بداية شهر الصوم
عند المسلمين. إنه القرار الذي يقول إن المواجهة مفتوحة على مصراعيها مع حزب الله
والتي هي امتداد للحرب التي قرر الأخير دخولها في سورية مهما كانت التداعيات وسط
إعلان إصراره على خوضها حتى النهاية لأنها جزء من المعركة التي تخاض ضده في كل
الإتجاهات.
المهم هو ما
سيستتبع هذا القرار الذي اتخذ عن سابق تصور وتصميم، ما يعني أن الحرب ممتدة الى ما
بعد بعد "مؤتمر جنيف2 " إذا عقد، وحتى سقوط أحد الفريقين
"قتيلاً" في ساحة الصراع التي ستتوسع دائرتها الى ما بعد بعد لبنان، وسورية،
والأردن، والعراق، ودول الخليج.. في الحقيقة الى أحضان تلك الدول التي قررت من
خلال القرار إعلان الحرب على حزب الله وحلفائه من خلاله.
لكن قبل ذلك، لا
بد من الإشارة الى أن حزب الله لا يعتبر ان القوات الدولية في جنوب لبنان معنية أو
مسؤولة عن قرار الإتحاد الأوروبي، وهو ملتزم بما بينه و"اليونيفل المعززة"
من اتفاقيات تحيّدها عن تجاذبات الساحة السياسية على أن تلتزم عملها كفريق مراقب
عادل، الا في حال قررت أن تعكس قرار الإتحاد الأوروبي في أي من تحركاتها على أرض
الجنوب أو في أي مكان آخر تتواجد أو ممكن أن تتواجد فيه على الساحة اللبنانية.
لم يتأثر حزب الله
بالقرار ولن يتأثر.. فكلام الأمين العام السيد حسن نصرالله الذي اصبح "لازمة"
للكثير من الناس "بلوها واشربوا ماءها" كافٍ للتدليل على ذلك، ثم من
لديه الصلاحية أو القدرة أو الفهم على تمييز الجناح العسكري لحزب الله عن جناحه
السياسي، إلا إذا كان المقصود المقاومة، وهو على الأرجح بيت القصيد، حيث اعتبرت "إسرائيل"
أنها وفرت الأرضية الأساسية لحرب تحضر نفسها لها منذ زمن قبل أن تبدأ، وهي ستستمر
بشحن الأجواء لوضع العالم أمام خيارين، إما الوقوف معها في عملية تنفذها ضد
المفاعلات النووية الإيرانية، أو الدخول في تجربة أخرى قاسية مع حزب الله في لبنان
"ثأراً" لهزيمتها عام 2006 وسعياً خلف تغيير قواعد اللعبة في المنطقة
عبر لبنان. وساعتئذ يصبح المجال مفتوحاً أمام تغيير الوضع في سورية لمصلحة
الجماعات المسلحة بعدما تعذر ذلك على مدى العامين المنصرمين بالرغم من العمليات
التي نفذتها إسرائيل بشكل مباشر في هذا الإطار، للحد من تسجيل نقاط لصالح الجيش
السوري والدولة المركزية السورية.
الإنعكاس الوحيد
للقرار "الغبي" هو على الساحة اللبنانية الداخلية. من الواضح أنه ليس
هناك تنسيقاً "بين الأغبياء" في الداخل ممن "هللوا" للقرار
واعتبروه "نصراً" من خلال عدم إدانته، ومن هم في الخارج.. ثم كيف يسعى
هؤلاء الى تسهيل مهمة "مرشحهم" لتشكيل حكومة وهم يضعون العراقيل بشكل
متتال في وجهه. كان الإدعاء أنهم لا يريدون تشكيل حكومة تضم حزب الله لأنه يشارك
في الحرب في سورية وبالتالي وبعد صدور قرار الاتحاد الاوروبي هم غير قادرين على تحمل تبعات ذلك دوليا،ً في
وقت يعرفون فيه جيداً أن التفرد بقرار تشكيل حكومة من دون مشاركة الحزب فيها في
هذه الظروف إنما يعني ما يشبه 7 ايار "المجيد"، وربما أكثر، وبشكل حاسم
هذه المرة. لقد قرروا ذلك ليزيد حجم التعقيدات في لبنان أمام حلفائهم فيه قبل
غيرهم، وليفتحوا باب الفتن على مصراعيها وهي ستحرق أصابع كل من يعمل على خلقها.
تعليقات