7 أيار.. استحقاق نهاية الأزمة في سوريا
7 أيار.. استحقاق نهاية الأزمة في سوريا
البناء 30 نيسان 2012
محمد شمس الدين
لم يتغير حتى الآن موعد الانتخابات التشريعية الأولى بعد الإصلاحات التي أُدخلت
على الكثير من القوانين في سورية، ذلك أن تاريخ السابع من أيار الذي تم تحديده لإجراء
تلك الانتخابات يحمل الكثير من المضامين السياسية، ليس أقلها ظهور نتائج الانتخابات
الرئاسية الفرنسية التي دخلت نطاق السجال السياسي بين سورية وفرنسا على خلفية الطلب
الغربي - العربي من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن موقع الرئاسة كجزء من الحرب
التي خيضت وتخاض ضده.
لكن ما لا يمكن إغفاله ايضاً، الى العديد من الاستحقاقات التي تصادف يوم 7 أيار
هو ما شكّله هذا التاريخ بالنسبة الى اللبنانيين الذين اختلفوا من جانبهم على تفسير
ذلك الاستحقاق الذي فرضته ظروف أمنية وسياسية تحرك بموجبها حزب الله للدفاع عن نفسه
ضد مؤامرة كادت تمرر للنيل منه، وبين ايار حزب الله وأيار سورية علاقة مميزة كتميز
العلاقات بين سورية ولبنان والتي عملت الدولتان على صوغها على مدى أكثر من 30 عاماً،
ليشكل ذلك اليوم عنواناً اساسياً اختاره السوريون لتجديد حياتهم السياسية من خلال الخطوة
الأكبر وهي الانتخابات التي ستفسح في المجال أمام انطلاق عجلة التغيير بعدما حققت الحكومة
السورية إنجازها الأمني والعسكري البالغ الأهمية من خلال السيطرة على محاولات تخريب
البلاد وقتل الناس.
وفي هذا السياق، تقول مصادر واسعة الإطلاع إن التحضير لإجراء الانتخابات جار
على قدم وساق ليتم في موعده المحدد، كما أن الأطراف السياسية كافة تعمل على إنجاز لوائحها
الإنتخابية في حين أن بعض الجهات قد انجزت هذا الأمر وانطلقت بحملاتها اللازمة وصولا
الى يوم الاقتراع، علماً أن أطراف المعارضة في الداخل قد انخرطت في عمليات الإعداد
تلك إن بشكلها الجماعي كأحزاب وتيارات أو من خلال أفراد معارضين يسعون الى دخول الندوة
البرلمانية باعتبارها مكان التغيير الحقيقي، وهو ما شجعت عليه القيادة في سورية بديلا
من الشارع تفاديا لتعريض البلاد والعباد لخطر الانقسام والحرب.
ما يجب الإشارة اليه هو ان استئناف بعض العمليات العسكرية في بعض المناطق والمدن
السورية لم يحجب حتى الآن الاستعدادات لإجراء الانتخابات، كما أن تلك العمليات لم تتعارض
مع سير مهمة المراقبين الدوليين الذين اقتصر عملهم في الفترة الأخيرة على رصد تحركات
المسلحين وهم يسمعون يومياً من الناس في كل الأحياء التي يزورونها توصيفات مختلفة للاعتداءات
المسلحة التي يتعرضون لها.
وفيما تنشغل المعارضة في الداخل بالاندماج في عملية سياسية ديمقراطية عنوانها
"التغيير" بالنسبة اليها تعمل الحكومة
على رفع شعار الإصلاح، لكن الحوار ما زال متأخراً نتيجة التجاذبات التي تعصف بالمعارضين
إن في الداخل أو لدى أولئك الذين يعملون من الخارج، ما يؤكد أن المعارضات ليست منسجمة
ولا هي تصلح لخوض ذلك الحوار الذي يتطلب طرفين كحد أدنى فيما تعدد الأطراف سيضيع فرصة
التفاهم على قواعد مشتركة للتغيير والإصلاح معاً، عدا عن أن احد شروط الحوار الناجح
الذي يصب في مصلحة الوطن هو ذلك البعيد عن الإملاءات الخارجية ويخدم مصالحها، الأمر
الذي ينطبق على من تسمي نفسها بالمعارضة في الخارج بينما تلك التي في الداخل منقسمة
بين ولائها لشركاء الخارج ورؤيتها في خوض العملية السياسية التي تراها متاحة في الأفق
بشكل واضح وجلي.
وتقول المصادر الواسعة الإطلاع نفسها إن الحكومة تجد صعوبة في ارساء قواعد اتصالات
مع الجهات المعارضة لكنها تتشاور بين الحين والآخر مع بعض شخصيات منها، في حين أن لا
مجال أمام القيادة السورية لفتح حوار أو قنوات اتصال مع أي من هؤلاء قبل تبلور شكل
واحد وثابت للمعارضة في البلاد على أن تكون بعيدة كلياً عن الارتباط بالخارج ولا تغطي
أية أعمال مخلة بالأمن أو قتل الناس كتلك التي تجري في البلاد.
تؤكد المصادر أن الرئيس بشار الأسد لم يلتق أحدا من الشخصيات المعارضة لا سراً
ولا علانية إلا في إطار المشاورات التي كانت جارية اثناء صوغ الدستور الذي جرى الاستفتاء
عليه، لأن استراتيجية الرئيس لا تقوم على مبدأ فتح القنوات مع طرف دون آخر أو شخصية
دون أخرى، لأن الإصلاحات التي أجراها وتسهر الحكومة على إنجازها وتطبيقها لا تفترض
منه إجراء أية اتصالات بشأنها فيما يتم التعاطي معها من خلال وضع القوانين والتشريعات
وإصدار القرارات اللازمة لذلك.
وتشير المصادر الى أن الخطوات العملية التي أنجزتها الحكومة على صعيد الخروج
من الأزمة التي عصفت في سورية منذ آذار 2011، لا سيما بعد السيطرة الأمنية والعسكرية
على المناطق والمدن التي شهدت اضطرابات مسلحة والقضاء على معاقل المسلحين فيها والسماح
للمراقبين الدوليين بالدخول الى البلاد وفق بروتوكول موقّع مع الجهات الرسمية السورية،
كل ذلك لا يفترض إجراء اية اتصالات من قبل الرئيس مع أية جهة معارضة.
7 أيار سيكون محطة اساسية
في سورية كما كان في لبنان عام 2008.. تاريخ في مواجهة "الأعداء" في كلا
البلدين وتآمرهم على محور ما عاد يمكن تحجيمه بعدما انتصر في.. حربين.
تعليقات