المتبنون كثر والمتهم واحد

اغتيال..
المتبنون كثر والمتهم واحد
البناء 5 كانون الأول 2013
محمد شمس الدين

فتح السباق على أشده أمام من يريد أن يسجل هدفاً في مرمى حزب الله. توالت البيانات الصادرة عن غير طرف يدعي الإنتماء الى "السنة" تتبنى المسؤولية عن اغتيال القيادي في المقاومة الإسلامية حسان اللقيس بدم بارد أو ربما حار.. لا فرق فالحرب قائمة دون هوادة. هذا ما تشير اليه الأقوال والأفعال بين فرقاء ما بات يمكن وصفه بـ"الصراع" الذي تتصدره المملكة السعودية وتحاول فرضه على إيران وما يشتمل عليه من أطراف تتبع لهذا الجانب أو تتحالف مع ذاك.

لم يتوان المتسابقون على التبني بالرغم من الإتهام الصريح والواضح الذي وجهه حزب الله في بيانه الى "إسرائيل" محملاً إياها المسؤولية مستشهداً على ذلك بسعي أجهزة استخباراتها الدائم والمتكرر لاستهداف الشهيد اللقيس بعد أن كانت قتلت ابنه في حرب العام 2006، فما يشير الى ضلوع "إسرائيل" بتنفيذ العملية بات مؤكداً من خلال بعض المعطيات التي تم جمعها من قبل الأجهزة الأمنية الخاصة لا سيما حول طريقة التنفيذ التي أعقبت عمليات رصد دقيقة، إلا ان ما تمت مراعاته فيها هو التوقيت وتزامن الإغتيال مع تصعيد التوتر في الموقف السياسي بين الرياض وطهران إضافة الى ما كشفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة حول مسؤولية المملكة عن تفجير السفارة الإيرانية في بيروت من خلال "كتائب عبد الله عزام" التي قال إن السعودية ترعاها.

ما يقوله امنيون في هذا الصدد أيضاً أن تلك البيانات الصادرة عن جماعات سنية متفرقة كانت جاهزة منذ ما قبل العملية وقد اطلقت من اتجاهات متعددة لتضييع البوصلة، إذ أن "إسرائيل" التي ما زالت تنتظر رداً على اغتيالها القائد في المقاومة عماد مغنية في العام 2008 هي مستنفرة على أعلى المستويات لتفادي ذلك، وبالتالي فإنها ليست بحاجة الى مراكمة ما يدفع باتجاه تلقيها ضربة في مكان ما إلا إذا كانت فعلا قد باتت جاهزة لشن عدوان بأي مستوى من أجل إعادة خلط الأوراق في المنطقة بعد اتفاق "جنيف النووي" وقبل "جنيف السوري" المزمع عقده في 22 كانون الأول/ديسمبر الجاري.

ما يعزز هذا الإعتقاد هو ما بات مكشوفاً للجميع حول التعاون الإستخباري بين "إسرائيل" والسعودية وموقفهما المشترك حيال الإتفاق النووي أولاً، وتلاقي مصالحهما حيال الأزمة السورية وتطوراتها الميدانية والسياسية ودور الولايات المتحدة الأميركية الذي وصف في الرياض و"تل أبيب" بـ"الخيانة" وسط إصرار الجانبين السعودي و"الإسرائيلي" على تغيير مجرى رياح جنيف بما يتناسب مع تطلعاتهما حيال دول إيران وسورية ولبنان والعراق مجتمعة.

وفي هذا السياق يقول الأمنيون أنفسهم أنهم كانوا يتوقعون مثل هذه الإغتيالات من قبل "إسرائيل" حيث لا يقوى أحد على اتباع هذا الأسلوب غيرها فيما الأطراف التي تدعي أنها نفذت العملية قد تُرك لها وفق التعاون الأمني "الإسرائيلي" – السعودي الأسلوب الذي اعتمد في تفجير السفارة الإيرانية في بيروت. ويشير هؤلاء الى أن كوادر المقاومة قد حُذروا من إقدام الإستخبارات "الإسرائيلية" على تنفيذ عمليات اغتيال وتفجير بعد رصد معطيات عن إعادة تفعيل بعض الخلايا في لبنان وسورية وعبرها، من خلال تقارير تم الحصول عليها تفيد عن انشطة ومخططات أجهزة استخبارات عربية و"إسرائيلية" وغربية بهدف توجيه ضربات قاسية لحزب الله إفرادياً أو جماعياً عسكرياً أو أمنياً إضافة الى التضييق عليه اجتماعياً لإلهائه عن مهتمه التي يقوم بها في سورية ظناً أن ذلك يمكن أن يغير من ميزان القوى في الميدان السوري حيث استطاع الجيش والقوى الشعبية التقدم والسيطرة على حساب "الجماعات المسلحة المتعددة الجنسيات" التي تقاتل هناك وهي حصلت على جرعات دعم كبيرة في الآونة الخيرة تزامنا مع معركة القلمون كان أهمها دخول العامل "الإسرائيلي" على خط الحرب بشكل مباشر عبر التشويش على الإتصالات في محاولة لإحداث اختراقات قبل جنيف السوري لكنها لم تفلح حتى الآن في تحقيق ذلك.

تبني بعض الجماعات "السنية" في لبنان للإغتيال وبأسماء من المؤكد أنها وهمية، لا يهدف إلا الى الوصول الى الفتنة التي لم يستطع المخططون لها أن يدركوها بالرغم من كل الوسائل التي استخدموها من التحريض والتجييش الإعلامي الى وضع السيارات المفخخة وتأسيس منظمات "أولياء الدم"، في حين أن الهدف يبقى بالنسبة للمقاومة هو "إسرائيل" ومحاربتها في هذا البلد وفي سورية في إطار الحرب القائمة بين محورين سياسيين إقليميين وربما دوليين أيضاً.

     

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأزمة بين التسوية والحل

البيان رقم 2: لا اعتذار