الآتي باسم حزب الله.. أعظم؟!

الآتي باسم حزب الله.. أعظم؟!


محمد شمس الدين
تداولت الصحافة العربية و"الإسرائيلية" نبأ الانفجار الذي وقع يوم الإثنين الماضي في منطقة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية على أنه استهداف "إسرائيلي" لقيادات في حزب الله، وعلى رأسها الأمين العام السيد حسن نصرالله.
 قالت الصحافة إن معلوماتها الخاصة تفيد أن اجتماعا كان مقرراً لقيادة حزب الله في ذلك الوقت، وأن الانفجار أودى بحياة أحد القياديين، وراحت تلقي بالأسماء، علها تحصل على أي رد فعل يؤكد أو ينفي روايات "إسرائيلية" وزعت مجاناً وتبنتها وسائل إعلام عربية.. لا أدري إذا كنت جاهلاً بتهجئتها.
ما وقع في الرويس قال عنه حزب الله إنه ناجم عن انفجار "قارورة غاز"، لكن العقل المتحفز دائماً للتعاطي مع الأوضاع الأمنية في الضاحية والجنوب اللبناني عموماً، بات ينتظر أفعالاً "إسرائيلية" مكثفة وأضخم من سابقاتها، لأن "إسرائيل" بدأت تسابق نفسها والزمن خوفاً من الآتي باسم حزب الله ، ردا على اغتيال القائد الجهادي عماد مغنية أو غيرها من العمليات التي تصنف بالأمنية.
 حاولت الصحف التي تداولت أخبار الانفجار أن ترمي بأسماء مصطفى عماد مغنية، ومصطفى بدر الدين، حتى أنها أتت على ذكر السيد نصرالله نفسه، باعتبار أنه من غير المعلوم ما إذا كان قد أصيب في الحادثة أم لا، في حين أن تلك الأسئلة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أمرين:
 أولاً، أن الانفجار ليس ناجماً عن "قارورة غاز".
ثانياً، إن "إسرائيل" هي التي تقف وراءه.. لكن المؤكد والمعلوم أنه لم يؤد الى خسارة أي ممن حاول الإعلام العبري والعربي أن يجس النبض حياله، لتنبري على أساسه المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" الى الشعور بالفوز وإعلان بطولاتها أمام العالم.
 ما تدل عليه تلك الحادثة، هو أن الحرب الأمنية المفتوحة ستزداد عنفاً، وأن الردود المنتظرة من حزب الله باتت قريبة، وهو على الأرجح ما تعرفه المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" وأجهزة الاستخبارات الحليفة لها، وفي مقدمتها الـ سي.آي.إي الأميركية التي نشطت في الآونة الأخيرة في محاولة تجنيد عملاء لها في صفوف حزب الله، أعلن عنهم الأمين العام السيد نصرالله في وقت سابق، واتهم الولايات المتحدة بالضلوع في العديد من العمليات الأمنية التي أودت بحياة الكثيرين من المجاهدين فضلا عن الناس الأبرياء في غير منطقة من لبنان.
 انفجار "قارورة الغاز" وما سبقه، فتح الباب واسعا أمام جملة من الأسئلة عما يخوضه لبنان برمته من مواجهات أمنية على مختلف الصعد، كما يطرح السؤال مباشرة حول جدية إجراءات الأمن التي تتخذها الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية، وهي التي تعرضت وتتعرض كل يوم لانتهاكات في بحرها وسمائها وأرضها، وحتى مؤسساتها المدنية والعسكرية، من خلال كشف كل أنواع "الداتا" في الهاتف الخلوي والأرضي والصحة والضمان الاجتماعي والمدارس والجامعات والمصارف، ناهيك عن مصلحة تسجيل السيارات وما لا يعد ولا يحصى.
 كيف السبيل إلى معالجة هذا الخلل الذي تتحمل مسؤوليته حكومات سابقة لم تعد تستحي من إشهار عمالتها وباتت بالنسبة اليها مجرد وجهة نظر.
 تقول مصادر عليمة بهذه الشؤون إن المعالجة يجب أن تكون جذرية وحاسمة، وهذا ما سيكلف اللبنانيين المزيد من الوجع والاستنزاف المستمر منذ سنوات، ولا سيما أن من توالى على الحكم منذ الـ2006 ساهم بفاعلية في تقديم كل شيء إلى "الإسرائيليين" بحجة "الحقيقة" التي صارت ممراً مؤكداً لكل الإنتهاكات.
 تشير المصادر الى حال الإنكشاف الأمني الحاصلة على الساحة اللبنانية التي باتت ساحة عمليات لكل الأنشطة الإستخبارية ليس في لبنان وحسب، بل في كل المنطقة الرازحة تحت وطأة "الفورات" العربية، والتي يبدو أنها دخلت في مرحلة تكوُّن جديدة تسعى الدول الراعية لها من خلال استخباراتها الى بلورة صيغتها النهائية.
من الطبيعي أن يتجه حزب الله والحال هذه الى اتخاذ جملة إجراءات تغير من استراتيجياته بما يتلاءم مع تصعيد الحملة الأمنية عليه، وهي لم تعد مقتصرة على عبوة من هنا أو اغتيال من هناك، وإنما صار لهذه الحرب الأمنية مفهوما أوسع يشارك فيها حتى قادة الرأي، وأهل "القلم"، والسياسيون والدبلوماسيون، وكل من اجتمع على هدف إيذاء الحزب ونكران انجازاته الوطنية والقومية.
 الحرب ستصبح شرسة..
وعلى من يريد أن يخوضها أن يجهز نفسه لما هو أعظم.     

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأزمة بين التسوية والحل

البيان رقم 2: لا اعتذار