سورية.. سقوط المهل البناء/ 8 كانون الأول - 2011 محمد شمس الدين إعلان الولايات المتحدة الأميركية عن عودة سفيرها لدى دمشق الى مركز عمله في العاصمة السورية، مترافقا مع حديث وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن أن "الإصلاحات في سورية ليست مبرراً كافيا لتغيير النظام"، إنما عبّر عن انعطافة ملحوظة في الموقف الأميركي تجاه الأحداث في سورية، بعدما لمست الإدارة في واشنطن، أن مهمة "إسقاط النظام" باتت صعبة جداً، في ظل ما أبدته الحكومة السورية من تماسك وقدرة، أولاً من خلال أدائها على المستويين السياسي والإصلاحي، وثانياً، لجهة السيطرة على الملف الأمني، من خلال وحدات الجيش العاملة على الأرض، وتحديدا في حمص التي انحصرت فيها الأحداث، من الناحية العملية. وفي هذا السياق، تشير مصادر مواكبة لسير الأحداث في سورية، الى أن التوتر انحصر في مدينة حمص ومنطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب، وهو الأمر الذي تراقبه الدوائر السياسية والأمنية في بعض العواصم الضالعة في المؤامرة على سورية، لتعرف من خلاله أن قدرة الجماعات المسلحة صارت معدومة لجهة إحداث خرق يعتد به من أجل تحقيق ولو جزء بسيط مما تتوخاه تلك ...
المشاركات الشائعة من هذه المدونة
"حياد" أنطاكية وسائر المشرق
"حياد" أنطاكية وسائر المشرق / محمد شمس الدين / دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي الأخيرة إلى "الحياد" ليست جديدة بمنطق قسم من المسيحيين الذين يشعرون بأنهم يواجهون خطراً "وجودياً" كمكونات أخرى في لبنان والمنطقة التي تبدو ولادتها الجديدة "عسيرة" حتى الآن في ظل التعقيدات القائمة والإحتراب الكبير الذي تعيشه خصوصاً في العقد الأخير من الزمن. الجديد في دعوة البطريرك هو أنها أطلقت كرؤية "مسيحية" يقودها الصرح في بكركي باتجاه "التدويل" مباشرة عبر الأمم المتحدة، ومن خلال حاضرة الفاتيكان، من دون حتى الرجوع إلى باقي المكونات في لبنان ومناقشتها معهم لتسير في مسار "توافقي" كما هو متعارف عليه في كل القضايا المصيرية التي ينادى بضرورة التوافق عليها، لكن يبدو أن حسابات البطريرك الراعي بدأت بـ"الإختلال" نتيجة الشعور بالوهن في مواجهة ما يتعرض له المسيحيون، مقدراً أن خير وسائل الدفاع عن المسيحيين هو الهروب إلى الأمام والإختباء خلف شعار "الحياد" و"تدويل" الأزمة التي تعيشها هذه الشريحة الواز...
حزب الله يواجه.. "وحيداً"
حزب الله يواجه.. "وحيداً" / محمد شمس الدين / يتكشف المشهد تدريجياً عن المواجهة المتصاعدة بين حزب الله في لبنان والولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر هذه المرة عبر سفيرتها المعتمدة في بيروت و"منظومتها السياسية من محليين وخارجيين، وفي مقدمة هؤلاء "خزنة التمويل" المتمثلة بسفير السعودية المفتوحة دارته في الحازمية للمشاورات والإستقبالات لإدارة الأزمة، في تدخل لا يقل عن درجة التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية للبنان. المواجهة المحتدمة التي اتخذت شكلاً اقتصادياً – مالياً فرضه الأميركيون على البلد بهدف تطويع حزب الله عبر الضغط على "الشعوب" اللبنانية في محاولة لتوحيدها ضده، لا يبدو أنها ستخمد في وقت قريب إذ أن ذروتها لم تبلغ بعد وإنما ما زالت في مرحلة الإستعدادات. هذا ما عبرت عنه المواقف التي أطلقت أخيراً، إن في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أو من خلال نشاط الأميركيين الدبلوماسي "المدعوم عسكرياً"، حسبما أوحت زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال ماكنزي إلى بيروت ولقاءه مسؤولين في الدولة، ومحاولته - التي رُ...
